الثلاثاء، 23 يوليو 2013

فوضى 30 يونيو؛ نقطة ومن أول السطر


    
من المؤسف حقا أن تتحول الثورة المصرية التاريخية إلى ثورة مصرية يقودها البلطجية وفلول مبارك والمنتفعون والحاقدون؛ لأن الخاسر الأول فى كل هذا هو مصر لا أحد غيرها ، فالأشخاص زائلون ولكن الوطن هو الباقي، وحينما نقول الوطن فلا بد للكل أن يسمع، فلا صوت يعلو صوت الوطن، إن مصر الاقتصاد، ومصر السياحة، ومصر الأمن، ومصر أم الدنيا هى التى تخسر من توقف عجلة العمل والنهضة، إن من لا يريد لبلده التقدم أو النهضة خائن أو سفيه فلا تعطوا السفهاء والعملاء أوطانكم.

   إن المتصفح فى وجوه كل من يدعو إلى التظاهر والثورة يوم 30 يونيو لا أراه إلا حاملا لأهدافه الخاصة وطموحاته الشاردة وليس أهداف الثورة المصرية ولا طموحات المصريين ولا آمال الشباب العظيم الذي قام بالثورة، والدليل الأول على ذلك أن المصريين أنفسهم يأملون ويرجون الرقى والنهضة والتقدم والأمن والأمان للبلاد، وهؤلاء يدعون إلى  العنف والخراب والعود الحميض للنظام البائد؛ فأى ثورة تلك؟!! وأي ثوار هؤلاء؟!!! أي ثوار هؤلاء الذين يرفعون صورة مبارك؟ إذن فضد من قامت الثورة؟ إن لكل نظام أذناب وذيول؛ فليخشَ الشعب العظيم ذيول الأفاعي؛ فقد أبدنا نظاما فاسدا، والآن نواجه فسادا منظما، عما قريب سنواريه التراب.

     قف مع أحد هؤلاء صغر أم كبر وسله عن سبب ثورته وحشده المزعوم؛ هو نفسه يحار جوابا، ويتلجلج فى كلامه تلجلج الكذاب حين يكذب، وحين تتجمع له الكلمات لينطق بها؛ لا تجد فيها جملة تسلمك إلى الأخرى، ولا فكر ولا أفكار، ولا ورق ولا أحبار؛  إلا أن يهذي بما لايدري، أو بالأصح  ينفذ ما يملى عليه من هنا وهناك، فمن ذا الذي يترك مصر لهؤلاء، ومن ذا الذي يقف مع هؤلاء؟ إما لا يعرف حقيقتهم وها نحن نوضحها، وإما خائن لبلده؛ فنقول له: عد إلى رشدك ولا تمزق ثوبا يسترك.

  وكيف يتبع الناس هؤلاء وهم عاجزون عن خدمة أنفسهم؟ عاجزون عن تشكيل حكومة طلبها منهم الرئيس؛ فكيف يخدمون بلدا أو يشكلون نسجا واحدا من وطن متنوع؟!!  إن قادة التخريب فى 30 وقبله لا يعرف أحد منهم الوطن ولا الوطنية وإنما أغلبهم كان يحتضن الحزب الوطنى ومبارك عن قرب أو عن بعد، وإن من لم يحتضنه شخصا؛ احتضنه فكرًا، فإن الذي جهل الاصلاح أمس؛ هو من يدعو لخراب البلاد اليوم، إن جسد هؤلاء وعقلهم تربى على أكتاف الآخرين، فحين جاء وقت العمل، وقت الأيدى الطاهرة، وقت البذل والعطاء؛ عجز هؤلاء أن يكونوا مع الصادقين المجدين المخلصين لوطنهم مصر؛ فماذا هم فاعلون؟؟ يحاولون أن يرجعوا عجلة الزمن لتعود بهم إلى زمنهم الخاسر وأيامهم النحسات ولكن هيهات هيهات، إن الغيث حين يمطر؛ فلن يمسكه أحد، مثلهم كمثل الطالب الفاشل الذى يعلل رسوبه بالمنهج والامتحان وينتهى بالمراقب وضيق الوقت وكأنه وحده دون زملائه هو الذى يمتحن، وإنما هو الفشل لا شيء غيره.

      نقطة أخرى تبدو هنا؛ ما دام هؤلاء كذلك عجزة وفشلة وحقده وحسده، فهل لأحدهم يستحق أن يكون رئيسا لمصر، فرح أحدهم بالراقصات والممثلين أصحابه لأنهم خلفه يطبلون، وفرح آخر  بعمالته للغرب بأنهم يساندونهم، وفرح آخر بأنه استطاع أن يوهم الناس ويستغل بساطتهم بأنه ليس من رجال مبارك وأنه على خصام معه وأنه رجل دولة وجامعة عربية فرقها، وهو عجوز سكير، فهل هؤلاء وأمثالهم ومن وراؤهم يقيمون دولة؟!! إن أمثال هؤلاء يهدمون أركان أمم وممالك، لأنهم يعيشون كما تعيش البهائم لشهواتها لا غير.

    أما النقطة الأهم فهى؛ إن كنتم أصحاب شعبية كما تزعمون؛ فلماذا لا تنافسون بتلك الشعبية فى الانتخابات؟!! أم أنّ شعبيتكم أكذوبة كبيرة لا يصدقها إلا كل بسيط لا يفكر فى الأمور إلا بظاهرها وإعلامها؟!!، إن الذى لا يريد الصندوق هو الذى يريد الدماء بدلا منها؛ لأنه يريد أن تغرق البلاد فى الفتن لأن البلد تحركت وتكرته وراءها؛ لأنه غير جدير بالحركة والنهضة، فهو يقاتل ليوقفها أو يغرقها ليطفو فوقها وينعق على الخرائب كالغربان والبوم.

     لذلك هى رسالة إلى الشعب المصري الواعى، الذى قام بثورة تتحاكى عنها الركبان؛ لا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاسا، لا تمزقوا ثوبا نسجتموه بخيوط عزتكم وكرامتكم، وصبغتموه بدماء شهدائكم، إن الذي ثار أمس هو الذي يعمل اليوم، وإن الذي سرق أمس هو الذي يقاتل اليوم ليخفي سرقاته ويتخفى خلف ستار الثورة المنتهية منذ عام، إن اليد حين تتفرق أصابعها لن توجع ضربا ولن تفلح أخذا، وإنما حين تتجمع أصابعها تضرب فتوجع، وتأخذ فتجمع، فكونوا يدا واحدة، ولا تنساقوا وراء من ينعق لخراب البلاد، لا تنساقوا لمن تقودهم أحقاد عقدية أو دينية، لا تنساقوا لتهدموا صرح عزتكم  الذي شيدتموه؛ فتضحك عليكم الأمم والأجيال القادمة؛ فأنت من خيرة الشعوب ومصر من أطهر البقاع فلا تدنسوها بالدماء، والله أكبر وتحيا مصر.

 

  

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق